رئيسة مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة

لطالما كانت مؤسساتنا في إمارة الشارقة انعكاساً لروح المجتمع وطموحه، تحمل مسؤوليات عميقة تجاه الإنسان، وتنطلق من قيم راسخة تضع التنمية والكرامة الإنسانية في مقدمة أولوياتها. نحن نؤمن بأن المؤسسة الحقيقية هي التي تلامس حياة الناس، وتلبي احتياجاتهم، وتخلق فرصاً للنمو، وترتقي بمفهوم العمل العام إلى مستوى الشراكة المجتمعية، ولهذا، فإن التوقعات من مؤسسات الشارقة ليست بسيطة أو عابرة، بل هي توقعات تعكس الوعي الجمعي بأهمية أن تكون كل مؤسسة أداة للتنمية، وركيزة للاستقرار، ومحفزاً للتقدم المتوازن.
 
من هذه الرؤية، جاءت مؤسسة “نماء للارتقاء بالمرأة” لتحمل نصيبها من طموحات الشارقة، وتعبر عن التزامها تجاه تمكين المرأة بوصفه مساراً تنموياً وشرط حضاري، فلم يكن الهدف من “نماء” مجرد توفير برامج للتدريب أو التوظيف، بل كان الغرض الأعمق هو ترسيخ صورة المرأة في وعي المجتمع، وتعزيز مكانتها كمكون أصيل في نهضة الوطن، فنحن ندرك بأن الحفاظ على ما تحقق من تمكين للمرأة لا يستمر أثره عبر الأدوات الاقتصادية فقط، بل من خلال إرساء ثقافة مجتمعية، تفتح أمامها الأبواب وتحتفي بمنجزاتها وتسلط الضوء على قدراتها وكفاءتها، وترسخ قيمتها المعنوية والإنسانية في ثقافة هذا الجيل والأجيال القادمة. 
 
 
لقد حملت “نماء” منذ انطلاقتها مسؤوليات كبيرة تجاه الحاضر والمستقبل أيضاً، مسؤوليات تبدأ من تمكين المرأة كفرد وتنتهي بتمكين المجتمع ككل، لأننا نؤمن بأن المجتمعات التي ترفع مكانة المرأة هي المجتمعات التي تملك مستقبلاً أكثر تقدماً واستدامة، واليوم، ونحن ننظر إلى ما يتحقق بجهود “نماء”، نشعر بالفخر، لا لبلوغ أهداف معينة وحسب، وإنما لمسار متكامل من العمل المخلص والرؤية الواضحة التي لا تزال تتقدم بثقة، وتستمر في البناء. 

جواهر بنت محمد القاسمي 
رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة